بكل هذه الشبكات من العلاقات والأنشطة الحيوية بين الكائنات ومحيطها تمثل
التربة بلدا بأتم معنى الكلمة.
علي: وفي موضع آخر من القرآن الكريم ضرب الله لنا مثلا رائعا في جودة الأرض
والتربة، ودورها المباشر في الرفع من مستوى الإنتاج فقال تعالى:﴿ وَمَثَلُ
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً
مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ
أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ (البقرة:265)
ففي هذه الآية إشارة إلى أن الأرض الطيبة إن توفرت لها كل الظروف الملائمة،
فستنتج ضعفين.. وفي هذا تنبيه إلى ضرورة الاعتناء بالتربة؟
وفي آية أخرى، وهي قوله تعالى:﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً
وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ
زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ (الرعد:17) إشارة إلى
أهمية التربة التي تقع بالقرب من الوديان.
عالم النبات: أجل.. لقد بينت الأبحاث والتجارب الزراعية ان الأراضي التي تقع
بالقرب من الوديان ومصباتها تكون خصبة وغنية، فهذا الذي ينفع الناس هو إشارة إلى
عامل (floculation)، وهو عبارة عن التصاق حبيبات الطين
مع جزيئات المواد العضوية بواسطة بعض المعادن مكونة بذلك ما يعرف باسم (Complexe argilo-humique) الذي هو أساس مصدر خصوبة التربة
وغناها وقدرتها على احتفاظها بالماء، فالذي يمكث في الأرض وينفع الناس هو هذا
الجزء الهام من التربة الخصبة.
النبات:
علي: أما الركن الثالث، الذي هو النبات، فقد أشار القرآن الكريم إلى أن
النبات كالتربة