علي: وقد ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى أنواع المياه، قال
تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) َأَنتُمْ
أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاء
جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُون(70)﴾(الواقعة)
عالم النبات: أجل.. هذه إشارة جليلة.. فنسبة الملوحة في الماء جد هامة، ولها
تأثير مباشر على الإنتاج.
التربة:
علي: أما التربة، والتي هي الركن الثاني.. فقد أكد القرآن الكريم على أن
الأراضي تختلف في أنواعها، فقال تعالى:﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ
مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ
صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي
الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (الرعد:4)
بل بين أن الاختلاف في نوعية التربة له تأثير مباشر على مستوى الإنتاج، فقال:﴿
وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا
يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
﴾ (لأعراف:58).
عالم النبات: هذه آية عظيمة دقيقة في تعبيرها.. فقد سمت هذه الآية التربة
بالبلد، فالتربة بمكوناتها وكائناتها الحية تشبه البلد.. فهي تحتوي على مليارات
الحشرات الصغيرة، وعلى مليارات الكائنات المجهرية كالفطريات والبكتيريا التي تتغذى
على المواد العضوية وتحولها إلى مواد معدنية في إطار دورات جيوكيميائية: كدورة
الأزوت والفوسفور والكبريت، فهذه المصانع للتحويل تشتغل بدون انقطاع طيلة السنة.
كما تحتوي التربة على قنوات مياه السيلان والتبخر وتحتوي على الهواء
والأكسجين للتهوئة وتحتوي على مساكن تؤوي هذه الكائنات (حبيبات الرمل والطين
والطمث).. إنها