إذن فإن ادعاء كون المخلوق خالقاً للأشياء هو بلا شك ادعاء غير منطقي.
ما وصلت إلى هذا الموضع حتى قدم علي، فشعرت بالمدد ينزل علي من جهة لا
أعرفها..
لقد ظهر هذه المرة بصورة سائح جاب الأرض، وهو يبحث فيها عن أسرار الحياة..
لعله لبس ثياب داروين نفسه.. ولكن لا ليثبت نظرية التطور، وإنما ليثبت نظرية
الخلق.
تقدم منا، وقال بكل أدب كعادته: اسمحوا لي أن أخوض معكم في هذا الموضوع..
فأنا مثلكم باحث عن الحقيقة.. وقد كنت أتنصت لما تقولون.. وبما أني أتصور أني قد
وجدت الأجوبة عن كل الأسئلة المحيرة التي طرحتموها.. فأذنوا لي أن أتكلم بينكم
عنها.. لتقبلوها، أو لتجعلوني أنضم إليكم في حيرتكم.
شعر الفلكي بأنه يعرف هذا الصوت.. لقد كان هو الصوت الذي اكتشف به أشياء
كثيرة كانت تملؤه بالحيرة.. ومثل ذلك الجيولوجي..
قام كلاهما، وقالا: تفضل.. يسرنا أن نسمع منك.
علي: سأبدأ من هذه الآية التي كنت أتلوها عليكم.. إنها من القرآن الكريم،
كتاب المسلمين المقدس.. نحن نستلهم منه عقائدنا، وسلوكنا، ونهتدي به في علمنا
وعملنا.. إنه كتاب محيط.. وهو كلام ربنا لنا ولكم ولكل البشرية.
ابتسم داروين، وقال: أجئت لتعظنا أم لتطرح علينا الإجابة العلمية على
تساؤلاتنا.
[1] هذه الآية
الكريمة هي التفسير العلمي لما يطلق عليه (الغريزة)