وبلغة الإحصاء نرى أنّ كتلتنا ـ نحن الآدميين ـ تؤول إلى الصفر أمام الأرض
التي نعمّرها، بل تؤول إلى العدم المحض أمام هذا العدد الهائل من ملايين
الميليارات من الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وغيرها.
علي: صدق الله العظيم إذ يقول، وهو يرد على الكفار الذين استعظموا قدرة الله
على بعث عباده بعد موتهم ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ
مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
(غافر:57)
الجيولوجي: ثم قمت بحساب كمية الطاقة التي ستنتُج من قفز ستة ملايير من
البشر من علوّ متر في لحظة واحدة، وقد وجدت أن الطاقة الناتجة تقارب 6000 مليار
جول، وهي طاقة لا تساوي شيئا مقارنة بالطاقات التي تنتجها الظواهر الطبيعية عند
حدوثها، كالصواعق والزلازل وثوران البراكين والأعاصير والإنجرافات وغيرها، فمعدل
الطاقة الناتجة مثلا من جرّاء حدوث زلزال متوسط تقدر ب: 100 مليار مليار جول.
لقد عرفت من هذه العمليات البسيطة أن القفزة البشرية لا يمكنها أن تُحدث،
ولو نسمة من ريح ولا من شأنها أن تنتج أدنى هزّة أرضية.
ثم رحت أقيس حجم الأرض أمام حجم الكون الذي نراه، وما يحتويه من آلاف
المليارت من المجرّات.. فوجدت أن ذلك لا يساوي حجم حبّة رمل في وسط كل رمال
الصحارى وشواطئ البحار وأعماقها وأضعافها وأضعاف أضعافها.
علي: فإذا كان هذا هو حجم ملايير البشر أمام الأرض فكيف بحجم كل فرد أمام
حجم الكون كلّه..
تصديع
الأرض:
علي: ومما ورد في القرآن الكريم من الأسباب التي جعلت الأرض مستقرة صالحة
للحياة