ونظرا لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق تبدو القبة السماوية
وكأنها تدور من الشرق إلي الغرب في حركة ظاهرية بكافة نجومها فيما عدا النجم
القطبي الذي يقع علي الامتداد الشمالي لمحور دوران الأرض، فيبدو لنا ساكنا، ويحدد
بموقعه اتجاه الشمال الحقيقي، ومن ثم يعين علي تحديد الجهات الأربع الأصلية علي
الأرض وفي صفحة السماء مما يساعد علي التوجه الصحيح في ظلمات البر والبحر، وفي
تحديد القبلة، وفي تحديد غيرها من المواقع والاتجاهات.
ويحدد موقع النجم القطبي في قبة السماء بواسطة العربة الكبري (المغرفة)
في كوكبة الدب الأكبر وذلك بمد الخط الواصل بين خلفيتي العربة الكبري (أي
الدليلتين اللتين تسبقان في أثناء الحركة اليومية الظاهرية) حوالي خمس مرات قدر
المسافة بينهما، ولولا وجود النجم القطبي ما استطاع الانسان التوجه في ظلمات البر
والبحر.
الجمال:
علي: لقد ورد ذكر تزيين السماء في مواضع
من القرآن الكريم، فالله تعالى يقول:﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ
الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴾ (الصافات:6)
بل سمى القرآن النجوم التي تزين السماء مصابيح فقال:﴿ وَزَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ ﴾ (فصلت: 12)، وقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ
وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ (الملك:5)
الفلكي: أتدري يا صاحبي.. العلم الآن يقول هذا.. لا يقوله فقط.. بل يصوره
تصويرا.. لقد التقط العلماء صوراً رائعة للنجوم شديدة اللمعان أو الكوازرات،
وأدركوا أن هذه النجوم تضيء الطريق الذي يصل بيننا وبينها.. لذلك أطلقوا عليها
اسماًَ جديداً هو (المصابيح الكاشفة)
بل إن العلماء صاروا عندما يتحدثون عن البناء الكوني نجدهم
يتحدثون أيضاً عن تشبيه