دابة متحركة.. بل رامحة راكضة مهطعة، ولكنها مع ذلك ـ وبسبب تسخيرها
للإنسان ـ ذلول لا تلقي براكبها على ظهرها، ولا تخضه كالدابة غير الذلول.
هذا هو تصوير القرآن الجميل، وهو تصوير يتوافق مع العلم.. أما الجاحدون من
قومي، فيصورونها في صورة الدابة الرامحة الراكضة التي تحتاج فارسا قويا مثل فرسان
رعاة البقر ليقوم بترويض جماحها على نغمات تصفيق المعجبين.
الاهتداء:
علي: لقد ذكر القرآن الكريم من وجوه تسخير الكون للإنسان ما جعل في النجوم
من خاصية الهداية في ظلمات البر والبحر[1]، فقال:﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا
بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ ﴾ (الأنعام:97)
الفلكي: هذه الآية تشير إلى منفعة من أهم منافع النجوم، والتي استفادت منها
البشرية في جميع أحقابها.
فقد رتبت النجوم في مجموعات من الكوكبات (البروج) يمكن بواسطتها تحديد
الاتجاهات الأربع الأصلية، كما هو الحال مع النجم القطبي المعروف باسم نجم القطبية
أو نجم الجدي أو كوكبة الشمال أو مسمار الفلك كما يحلو لعدد من الفلكيين أن يسموه .
وهو نجم ثلاثي من العماليق العظام، ويعتبر ألمع نجم في كوكبة الدب الأصغر،
وهو يبعد عنا مسافة650 سنة ضوئية، ويقدر قطره بمائة مرة قدر قطر الشمس، وتقدر
قوة إشعاعه بخمسة آلاف ضعف إشعاع الشمس، وقد أعطي هذا الاسم لقربه الشديد من قطب
السماء الشمالي (الذي لا يبعد عنه إلا بأقل من درجة واحدة)
[1]انظر: من أسرار
القرآن، الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية ـ 17 ـ،
والســماء ذات البروج، بقلم الدكتور:زغـلول النجـار، الأهرام: 41916، السنة
126 / يوم:10/09/2001.