نعم صدق القرآن فيما تحدث به عن جري الشمس.. فالشمس في حالة جري مستمر حتى
تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث
إلا في القرن التاسع عشر، حيث كشف العالم الفلكي (ريتشارد كارينغتون) أن الشمس
والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة[1].
علي: فهل استطاع العلم الحديث التوصل إلى بعض ما يرتبط بحركتها هذه؟
الفلكي: أجل.. فالشمس تجري بسرعة 220كلم/ثانية حول مركز المجرة اللبنية
ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها، بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل
مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة
حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو
تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق،
فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح.
لقد صدق القرآن.. بل عبر أحسن تعبير عندما قال في الآيات التي تلوتها
علي:﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾(يس: 40)
علي: لقد ذكر القرآن أن للشمس مقرا تنتهي إليه، فهل وصل العلم إلى معرفة هذا
المقر؟
الفلكي: إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه
وقودها فتنطفىء.. أنت تعلم أن النجوم ـ كسائر المخلوقات ـ تنمو وتشيخ، ثم تموت،
وقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية (NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل
في فئة النجوم الأقزام، ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض.
[1]ذكرت وكالة
الفضاء الأميركية (ناسا) أن الشمس تدور بنفس اتجاه دوران الأرض، و(دوران كارنغتون)
سمي نسبة للعالِم (ريتشارد كارنغتون)، العالم الفلكي الذي كان أول من لاحظ دوران
البقع الشمسية مرة كل 27.28 يوماً.