إن هذا المشهد لا يروي مخيلتك فقط بالمشاهد، بل ينقل لك
معها نفس موسى الطيبة وروحانيته، وتقواه، ومروءته، إنها صور كثيرة، لا لأشياء
محسوسة فقط.. بل لأشياء لا يمكن أن تلمسها، ولا أن تراها.
قلت: إن أي قصة في الدنيا يمكن أن تتحول إلى مشاهد في ذهن
المستمع.. وليس للقرآن مزية في ذلك.
قال: إن المشاهد القرآنية مختلفة تماما، إن حياتها لا
تنبعث من تصويرها للأحداث المحسوسة، بل تنبعث من تصويرها لما وراء الأحداث، ولما
قبلها، ولما بعدها.
ومع ذلك.. فاسمع أي موضوع في القرآن تجده يصور لك أي شيء
مهما غمض وخفي..
إنه يصور النفوس في اضطرابها وحيرتها
وقلقها وخوفها، فيقول:{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ