responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 416

نفسها للخطر من أجل حماية امرأة واحدة..

لست أدري كيف خطر على بالي أن قلت له: ليس الكتاب المقدس وحده من ذكر هذا.. لقد ذكر القرآن قصة مراودة امرأة العزيز ليوسف.. ألم يرد فيه:{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } (يوسف:24).. واجهوهم بهذه الآية.. فستردعهم هذه الآية عن أي نقد يوجهونه لكم، ولكتابنا المقدس.

ابتسم، وقال: لو ذكرنا لهم هذه الآية، فإننا نكون كمن سلم عدوه سلاحا حادا ليقتله به.. إننا نصير حينها كمن يبحث عن حتفه بظلفه.

قلت: ما تقصد؟

قال: هذا هو النص الوحيد في القرآن الذي يذكر قصة إغراء.. لكن الأسلوب القرآني، والأدب القرآني يحولها بذوقه الرفيع إلى قصة العفاف في أعلى درجاتها.

قلت: ولكنه ذكر همه بها.

قال: ألست تراني عربيا!؟

قلت: وما علاقة ذلك بهذا؟

قال: إن المعنى الظاهر للنص واضح لأي عربي يفهم لغته، فهو يدل على أنه لولا أن يوسف رأى برهان ربه لهم بها، ولكن لما رأى البرهان ما هم؛ ففي الكلام تقديم وتأخير كعادة العرب، وكما هو الشأن في كثير من تعابير القرآن الكريم.

قلت: أنت تفهم هذا.. وتعرف ما قال النحاة.. ولكن أكثر الناس لا يعرفون ما تعرف.

قال: حتى لو ذكرنا أن المراد بالهم العزم على المعصية، فإن ذلك لن يفيدنا في شيء.. لأنه سيفسر حينها على أن المراد هو الدلالة على الطبيعة البشرية ليوسف، وبالتالي يكون لعفافة معنى صحيحا.. لأن العفاف لا يكون إلا مراغمة للشهوة.

زيادة على هذا.. فقد جعلت هذه السورة يوسف مثالا للعفاف.. بل جعلته العفاف نفسه، فهو

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست