لم أدر كيف أجيبه، ولكني تعمدت أن أواصل الحديث معه، لأعرف تفاصيل ما الذي يريد حذفه، قلت: أنا معك فيما تقول.. فما الكلمات التي تريد حذفها؟
قال: ليست كلمات فقط.. بل فقرات كثيرة.. بل أسفارا، لا أراها تختلف عن أي كتاب من تلك الكتب المنحرفة التي تنشر الرذيلة، وتسد أبواب الفضيلة.
قلت: ما تقول يا رجل!؟
قال: ما ذكرت لك.. فمع أني مسيحي.. بل مسيحي متدين.. إلا أني لا أضع في بيتي نسخة واحدة من الكتاب المقدس.
قلت: لم؟
قال: خشية على أولادي المراهقين من أن تؤثر فيهم تلك العبارات الخطيرة التي تفوح بروائح الرذيلة.
انتحيت به جانبا خشية أن يسمعنا أحد، وقلت: تعال معي إلى مكتبي، وسنتحدث بتفصيل عن خطة الحذف التي تريدها.
سر لما قلت له، وحمل معه نسخة من الكتاب المقدس، وقال: شكرا على هذا الكرم العظيم الذي قابلتني به..
ثم أشار إلى نسخة الكتاب المقدس التي كان يحملها، وقال: لقد وضعت في هذه النسخة نماذج لأكثر ما نحتاج إلى حذفه أو تعديله من الكتاب المقدس.
سرنا إلى مكتبي، وأخذنا مجالسنا فيه، وقلت له: تكلم الآن كما تشاء.. وأخبرني عما تريد حذفه.
قاطعني، وقال: أو تعديله.. ليس بالضرورة نحذف..
قلت: إن اضطررنا فلنحذف..
قال: لو فعلنا ذلك فإن الكتاب المقدس سيصغر حجمه كثيرا.. ولذلك أرى أن نستبدل