لقد نصت التوراة على هذه الحادثة، ولكن البون شاسع بين كلا
التعبيرين.. التعبير الذي تمتلئ به الروح شفافية، والتعبير الغارق في الحس
والكثافة.. اسمع لما تقول التوراة في هذا، واعذرني لطول النص، فهذا هو كتابنا
المقدس:( فلما أخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغيّر قلب فرعون وعبيده على الشعب.
فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا. فشدّ مركبته واخذ قومه معه. واخذ
ست مئة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر وجنودا مركبيّة على جميعها. وشدّد الرب قلب
فرعون ملك مصر حتى سعى وراء بني اسرائيل وبنو اسرائيل خارجون بيد رفيعة. فسعى
المصريون وراءهم وادركوهم. جميع خيل مركبات فرعون وفرسانه وجيشه وهم نازلون عند
البحر عند فم الحيروث امام بعل صفون فلما اقترب فرعون رفع بنو اسرائيل عيونهم واذ
المصريون راحلون وراءهم. ففزعوا جدا وصرخ بنو اسرائيل الى الرب وقالوا لموسى هل لانه
ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية. ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر. أليس
هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين. لانه خير لنا
ان نخدم المصريين من ان نموت في البرية. فقال موسى للشعب لا تخافوا. قفوا وانظروا
خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فانه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم
ايضا الى الابد. الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون فقال الرب لموسى مالك تصرخ اليّ. قل
لبني اسرائيل ان يرحلوا. وارفع انت عصاك ومدّ يدك على البحر وشقّه. فيدخل بنو
اسرائيل في وسط البحر على اليابسة )(خروج:14/5-16)