والله لا يطبع على قلوب عباده، ولا يختم عليها إلا بعد أن
تمارس من الرذائل ما يعميها عن الحقائق.. فالختم من الله، ولكن المتسبب هي القلوب
نفسها، كما ورد في القرآن عن بني إسرائيل:{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ
اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا
غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا
قَلِيلاً}(النساء:155)
ولهذا فإن القرآن يرجع كل سلوك ظاهري إلى منبعه الباطني
سواء كان سلوكا طيبا، أو سلوكا خبيثا:
فالقرآن يرجع سر عدم التضرع إلى الله، وعدم اللجوء إليه
إلى قساوة القلوب:{ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ
قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ}(الأنعام:43)
وهو يرجع كل سلوك طيب إلى منبعه القلبي:{ إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ