ثم ينزع ثياب سبيها عنها، ويتركها في بيته شهرا من الزمان
تندب أباها وأمها، ثم بعد ذلك يعاشرها وتكون له زوجه. وإن لم تسر بها فأطلقها
لنفسها )
قلب بعض الصفحات من الكتاب المقدس، وقال: أتعلم.. لقد
اكتشفت اكتشافا عجيببا في الكتاب المقدس له علاقة بالعقيدة، وعلاقة في نفس الوقت
بالشريعة.
لقد عرفت أن الرب يعشق المحارق، وأن أشهى الأشياء إليه
اللحم المشوي.. فلا يكاد إصحاح واحد يخلو من ذكر هذه القرابين، ومن اللحم المشوي،
بل في الإصحاح الواحد نجد ذكر القرابين عشرات المرات.
وفي خضم هذه الروائح التي تفوح من ذبائح القرابين لا نجد
الأنبياء من لدن آدم إلى آخر أنبياء بني إسرائيل يعبدون الله أو يدعون الناس إلى
عبادة الإله الواحد الأحد.. ولا نراهم يأمرون بمعروف أو ينهون عن منكر.. بل نجدهم
مع الكهنة مشغولون جدا باللحم المشوي ، والذين يحصلون بروائحه على جميع طلباتهم
من تعذيب الأمم، وقتلها، وحرقها ، يدخل المعارك معهم في وسطهم داخل تابوت، ويقاتل
معهم ، ويعطيهم أراضي الغير.. ويجعل الكل عبيدا لهم ، ولا يهم بعد ذلك إن عبدوا
الأوثان أو سرقوا الأموال كما لا يهم أن يكون اللحم المشوي من عجول أغنام مسروقة ،
كما يزعمون أن يعقوب سرق أغنام خاله وقدم اللحم المشوي للرب فتنسم الرب نسيم
الرضا، وأعطى يعقوب العهد له ولأولاده وأعطاهم أرض فلسطين، وأعطاهم الأرض حولها من
النيل إلى الفرات.
واسمح لي أن أذكر لك بعض النصوص التي لا ينبغي أن يكون لها
أي محل في الكتاب المقدس.
ولنبدأ قصة القرابين من أولها.. من هابيل حين قرب لحما
سمينا، بينما قدم أخوه قابيل شيئا قليلا من ثمار الأرض:( فنظر الرب إلى هابيل
وقربانه، ولكن إلى قابيل وقربانه لم ينظر ، فأغتاظ قابيل جدا )( التكوين:4/ 6-3 )
وأدى ذلك إلى أن يقوم قابيل بقتل أخيه وارتكاب أول جريمة