عفا عنهم وأعطاهم كل طلباتهم، وندم على مانوى أن يفعله
بهم.. وفوق ذلك كتب ميثاقا جديدا ليعطيهم أرض كنعان.
أو اقرأ ما ورد في سفر صموئيل الأول (: 15: 11-10 ) بعدما
جعل الرب شاول ملكا على بني إسرائيل، وفعل شاول جميع الموبقات، ندم الرب أنه جعله
ملكا.. اسمع ما جاء في الكتاب المقدس من هذا الاعتراف الإلهي:( وكان كلام الرب إلى
صموئيل قائلا: ندمت على أني قد جعلت شاول ملكا ، لأنه لأنه رجع من ورائي ولم يقم
كلامي. فاغتاظ صموئيل وصرخ إلى الرب الليل كله)
والعجب كل العجب أن يثبت كل هذا الكلام المدنس بتشويه الرب
بمثل هذا الكلام المقدس الذي في سفر العدد (: 23: 19 ):( ليس الله إنسانا فيكذب
ولا ابن إنسان فيندم، هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي )
إن هذا الكلام هو الذي يتوافق مع ما ورد في القرآن من وصف
الله، فالله في القرآن فعال لما يشاء، لا يؤثر فيه شيء، ولا يتأثر لشيء.. وهو ما
يتناسب مع صفات الله التي يدل عليها العقل.. فخالق هذا الكون له من العظمة والعلم
والقدرة والإرادة ما لا يقهره أي قاهر.. والندم حالة من حالات الضعف لا يتصف بها
الأقوياء من البشر، فكيف يتصف بها الله.
إن الندم يدل على جهل النادم بعواقب عمله.. والأكياس من
البشر بنظراتهم الثاقبة للمستقبل يتحرزون منه بتلك النظرات.. فكيف بالله العليم
الخبير..
اسمع ما يقول القرآن في وصف قرارات الله:{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ
رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ}(الأنعام:115) وفيه:{ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ}(يونس: 64)، وفيه:{ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ}(يونس:82)، وفيه:{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا
مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً}(الكهف:27)