responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 595

وله مهارة في صنع الغرائب، وله معرفة بعجائب فنون لا تعد وبغرائب علوم لا تحد.. فأراد ذلك الملك أن يظهر على رؤس الأشهاد حشمةَ سلطنتِهِ، وشعشعة ثروته، وخوارقَ صنعتِه، وغرائبَ معرفته، أي أن يشهد كماله وجماله وجلاله المعنوية بالوجهين؛ بنظره، ونظر غيره.

فبنى قصراً جسيماً ذا منازل وسرادقات.. فزينها بمرصعات جواهر كنوزه، ونقشها بمزينات لطائف صنعته، ونظمها بدقائق فنون حكمته، ووسمها بمعجزات آثار علومه، وفرش فيها سفرة ضمت لذائذ نعمه.

ثم دعا رعيته للسير والتنزه، وأضافهم بضيافة لا مثل لها، كأن كل لقمة منها أنموذج لمئات من صنعته اللطيفة.. ثم عين أستاذاً لتعريف ما في ذلك القصر من رموز تلك النقوش وإشارات تلك الصّنائع، ووجوه دلالات تلك المرصعات على كمالات صاحبها، وما ينبغي أن يعامل به من أدب.

وكان مما علمه أن يقول لهم قوله: (أيها الناس! إن مليكي يتعرف إليكم بإظهار ما في هذا، فاعرفوه.. ويتودد إليكم بهذه التزيينات فتوددوا إليه بالاستحسانات.. ويتحبب إليكم بهذه الإحسانات فأحبوه.. ويرحم إليكم فاشكروه.. ويتظاهر إليكم فاشتاقوا اليه..)

وهكذا.. وعندما دخل الناس افترقوا إلى فريقين:

أما الفريق الأول، فنظر الى ما في القصر، فقالوا: لابد أن يكون لهذا القصر شأن عظيم.. ثم نظروا الى المعلم الأستاذ فقالوا: السلام عليك! لابد لمثل هذا، من مِثلِكَ.. فَعَلّمْنَا ممّا علمك سيدُك.. فنطق فاستمعوا فاستفادوا فعملوا بمرضيات الملِك.. ثم دعاهم الملك لقصر خاص لا يوصف، فأكرمهم بما يليق بمثله لمثلهم في مثل ذلك القصر..

أما الفريق الثاني، فما التفتوا إلى شئ غير الأطعمة، فتعاموا وتصاموا، فأكلوا أكلَ البهائم، ثم شربوا من الإكسيرات التى لا تشرب، فسكروا.. ثم راحوا يشوشون على الناظرين، فأخذهم جنود الملك فطرحوهم في سجن يليق بهم.

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 595
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست