responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395

التربة نفسها، وتسقى من ماء واحد..

أرانا الجواد الكثير من أنواع الخضر والفواكه، ثم قال: ألا تتعجبون من هذا التمايز بين هذه المخلوقات مع كونها تؤدي وظيفة واحدة؟

إنّ هذه الفواكه والخَضْراوات تمتص الماء والمواد المعدنية نفسها، وتزرع في التربة نفسها، ومع ذلك فهي تحافظ على صفاتها التي وجدت بها أوّل مرة على وجه البسيطة..

إن هذه النباتات لم تكتسب هذه الصفات بمحض إرادتها، وإنّما منحت هذه الصفات من قبل الله تعالى الذي خلقها بقدرته وعلمه..

لقد أشار الله تعالى إلى هذا التنوع فيها مع كونها تسقى من ماء واحد، وتتغذى تغذية واحدة، فقال:P وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)O (الرعد)

ثم قال لنا: لنفكر قليلاً فيما نتناوله من مأكولات أو في البيئة التي نعيش فيها، ولنأخذ شجرة العنب مثالاً على ذلك.. فهذه الشجرة عبارة عن ساق تبدو يابسة وخشنة، ولها جذر يبدو وكأنه يابس أيضاً، ولكنّ هذه الشجرة تدر على الإنسان كميات كبيرة من ثمر العنب الغضّ الطازج المليء بالعصارة اللذيذة والنكهة المميزة.

ومثل ذلك البطيخ الذي يزرع في تربة يابسة، ولكنّه يدرّ ثمراً مليئاً بالماء في موسم الصّيف بالذات كي يلبي احتياجات الإنسان من السوائل، وشبيهه الشمام الذي ينشر رائحة جذابة تحرك حواس التذوق لدى الإنسان، وتظل هذه الرائحة لمدّة طويلة دون تغير.

ثم قال لنا: إنّ الإنسان يعمل جاهداً لكي يصنع روائح في المعامل تستخدم في شتى المجالات، ولكنّ هذه الروائح الصناعية تحتاج إلى بحوث وإجراءات تقنية عديدة حتى تتمكن

نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست