نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 382
هذه الشموس تتحطم في قلبها المرتفع الحرارة جدا.. وبواسطة هذا التحطم الهائل الواسع المستمر تتولد هذه الطاقة الحرارية التي لا مثيل لها..
وكما هو معلوم فإن الذرة عندما تتحطم تفقد جزءا من كتلتها، حيث يتحول هذا الجزء إلى طاقة.. وإذن، فإن كل يوم يمر على أي شمس معناه فقدان جزء بسيط من كتلتها.
إن الشمس مثلا تفقد كل يوم كذا كيلو غرام، ومثلها بقية النجوم.. فلو كانت هذه الشموس قديمة أزلية، فهل يمكن أن تكون في وضعها الحالي.. أو أنها تكون قد استنفدت وانتهى أمرها؟
قال رجل منا: ولكن الشمس قد تعوض ما فقدته من مصادر أخرى؟
قال: إن كلامنا ليس عن جزء من الكون يفقد ويعوض.. فقد يوجد مثل هذا التوازن أحيانا.. ولكن كلامنا في الكون كله إذ ما دام الفضاء عظيما فحتما سيضيع قسم كبير من هذه الطاقة ولا يتحول إلى مادة.. وما دام هناك شعاع واحد يمكن أن نتصوره لا يصطدم بمادة حتى يعيد تشكله المادي بشكل ما من جديد فإن تصور أزلية الكون الحالي مستحيلة، إذ شعاع واحد على مدى الأزل كاف لاستنفاد طاقة الوجود كله.
قال آخر: فما تقول فيمن يرى أن الكون كله كان في الأصل طاقة تحولت إلى مادة.. وهو الآن مادة يتحول إلى طاقة.. ومن ثم سيكون مادة وهكذا؟
ابتسم الجواد، وقال: إن المغالطات واضحة في هذا الزعم.. ذلك أن الطاقة كطاقة إنما تظهر إذا وجدت مادة ما تقوم بها.. فالطاقة تحتاج إلى ذات، وبدون ذات تكون أشبه بمعدوم، أو بتعبير العلماء القدامى: (الطاقة عرض تحتاج إلى جوهر لتظهر فيه)، فإشعاع الشمس عندما يصادف الأرض مثلا تأخذ ذرات الأرض حرارته، وبهذا تصبح ذرات الأرض مشحونة بالطاقة الحرارية، ولكن إذا لم يصادف هذا الشعاع مادة، فهل سيتحول نفسه إلى ذرة مادية على الأقل لم يقل بهذا أحد حتى الآن.. وبهذا يتضح بما لا شك فيه أن هذا الكون ليس قديما، وأن له بداية، وأنه لا يتصور وجوده لولا أن له خالقا هذا الخالق هو ابتدأ خلقه ووجوده بعد إذ لم يكن.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 382