نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381
تلقائيا في الكون بعد برودته ولو كان أزليا لكان بارداَ)
قلنا: وعينا هذا.. فكيف تدل قوانين الحركة الإلكترونية على خالقية الله للأشياء؟
قال: إن كل ذرة من ذرات الوجود تدل على هذا.. فذرات الكون كلها مؤلفة من نواة، وإلكترونات تشكل الكواكب السيارة لها.. وهي تدور حولها بسرعة هائلة بحركة دائرية إهليلجية.. وبسبب هذه السرعة الهائلة في حركة الإلكترون يبقى الإلكترون متحركا هذه الحركة.. إذ لولا هذا الدوران لجذبت كتلة النواة كتلة الإلكترون، وفي هذه الحالة يصبح جرم كالكرة الأرضية في حجم بيضة الدجاجة.. فالفراغ كبير جدا في عالم الذرة.. فكتل الجزيئات لا تأخذ إلا حيزاً صغيراً جداً من فراغ الذرة الواسع، وذلك أن البعد بين النواة والإلكترونات الدائرة حولها كالبعد بين الشمس وكواكبها السيارة نسبياً.
قال ذلك، ثم التفت إلينا، وقال: إن الشيء الدائر لا بد أن تكون له نقطة بداية زمانية ومكانية بدأ منها دورته.. ولما كانت الإلكترونات والأجرام كلها في حركة دائرية، ولما كانت هذه الحركة غير مستأنفة - كما يبدو - فإذن لا بد أن تكون هناك بداية زمانية ومكانية لحركة الإلكترون.. وهذه البداية في الحقيقة هي بداية وجود الذرات نفسها، وبهذا نصل إلى أن لهذا الكون بداية ونشأة وخالقا من العدم.. إذ العدم لا ينتج عنه وجود[192].
قلنا: وعينا هذا.. فحدثنا عن دلالة الطاقة الشمسية[193] على خالقية الله للأشياء.
قال: إن أي عاقل يرى الشمس وما ترسله من ضياء ودفء لابد أن يتساءل: من أين تأتي الشمس بطاقتها؟ وكيف تحافظ على حرارتها؟
إن هذين السؤالين مهمان جدا باعتبار صلتهما بمصير الأرض، ومصير الإنسان.. وقد أجيب عنهما أكثر من جواب.. ولكنها لم تكن مقنعة حتى كان الجواب الأخير، وهو أن ذرات
[192] انظر تفاصيل أكثر عن هذا الدليل في رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.
[193] ذكرناها هنا باعتبارها نموذجا نراه، ويمكن تطبيقه على سائر مصادر الطاقة في الكون.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 381