نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379
وكرمه أن يعطينا في هذا الزمان من الأدلة ما يقف أمامه الملاحدة حائرين.. فقوانين الحرارة.. وقوانين الإلكترون.. والطاقة الشمسية يقف كل واحد منها دليلاً واضحا على خالقية الله للأشياء.. عدا عن الأدلة الفطرية والعقلية والقطعية التي ذكرها الربانيون في كل عصر.
قال رجل منا: فكيف تدل قوانين الحرارة على خالقية الله للأشياء؟
قال الجواد[191]: لقد عبر (إدوار لوزكيل) عن هذا القانون، وكيف أنه يثبت أن لهذا الكون بداية، فقال: (قد يعتقد بعضهم أن هذا الكون هو خالق نفسه، وعلى حين يرى البعض الآخر أن الاعتقاد بأزلية هذا الكون ليس أصعب من الاعتقاد بوجود إله أزلي، ولكن القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية يثبت خطأ هذا الرأي - أي أزلية الكون - فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليا.. فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة.. ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية، ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام، وينضب منها معين الطاقة.. ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية أو طبيعية، ولن يكون هنالك أثر للحياة نفسها في هذا الكون.. لذلك فإننا نستنج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً، وإلا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد، وتوقف كل نشاط في الوجود.. وهكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية.. وهي بذلك تثبت وجود الله وما كان له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه، ولا بد له من مبديء أو من محرك أول، أو من خالق هو الإله)
وقد استدل (فرانك الان) عالم الطبيعة البيولوجية على عدم أزلية الكون كذلك بنفس القانون، فقال: (كثيراً ما يقال إن هذا الكون المادي لا يحتاج إلى خالق، ولكننا إذا سلمنا بأن هذا الكون موجود فكيف وجوده ونشأته؟
[191] انظر: الله جل جلاله، لسعيد حوى.. وقد سبق ذكر بعض هذه الأدلة في الفصل الأول.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 379