نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 378
قلنا: فحدثنا عن الاسم الأول.. حدثنا عن اسم (الخالق)
قال: لقد كان أول الأسماء التي حرص الجواد على تعليمنا إياها.. وقد وضعها في أول جدوله الأسمائي هو اسم (الخالق)..
وقد سألناه عن سر وضع هذا الاسم في مقدمة الأسماء، فقال: لذلك سببان، أما أحدهما، فينبع من أسرار كتابنا المقدس.. وأما الثاني، فينبع من أسرار نفوسنا المدنسة المملوءة بالدخن.
أما السر الأول، فيشير إليه قوله تعالى في أول آيات نزلت من القرآن الكريم.. هي قوله تعالى:P اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)O (العلق)، ففي هذه الآية الكريمة ذكر للخلق.. وتعريف بأن الله هو الخالق.. وهو أول ما عرف به الله بذلك في القرآن.
وأما الثاني، وهو النابع من أسرار نفوسنا، فهو أن البصائر - قبل أن تكتحل بنور الإيمان - تتصور أن هذا الكون بما فيه من مادة وحياة كون نشأ هكذا من غير منشئ.. وهي عندما تهرع لننهل من حياض الإيمان قد تكتفي بإيمان تقليدي غير مؤسس على أسس علمية واقعية.. وإيمان بهذا الشكل هش ضعيف لا يستطيع أن يؤدي دوره الفاعل في الحياة..
قلنا: فما المنهج الذي نخرج به من هذا الإيمان التقليدي لنتعرف على ربنا الخالق؟
قال: لاشك أنكم تعلمون أن التصورات الجاهلية التي قد يتسرب أثرها إلى النفوس، فيفسد علاقتها بربها ومعرفتها به هو تصورها أن هذا الكون بما فيه من مادة وحياة كون نشأة صدفة أو لسبب من الأسباب غير سبب الخالق العظيم الذي خلقه.
المادة:
قلنا: ما تقوله صحيح.. فحدثنا كيف نزيل وهم الصدفة أو غيرها من الأسباب عن المادة.. لننسبها إلى ربها الذي أبدعها؟
قرأ الجواد من القرآن هذه الآية:P سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)O (فصلت)، ثم قال: لقد شاء الله بفضله
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 378