نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372
قال: فلنعتبر هذا الكون قصرا عظيما..
قلت: هو كذلك.. فعلماء الفلك يصفون الكون بالبناء.. وما الأفلاك إلا لبنات فيه[188].
قال: فهو يحتاج إذن إلى جميع أنواع الخبرات؟
قلت: أجل.. بل لا يمكن حصر الخبرات التي يحتاجها.
قال: فأنا يهمني البحث في هذا..
قلت: لم؟.. أتريد أن تبني كونا جديدا؟
قال: لا.. أنا أريد أن أعبر من الكون إلى المكون.. أنا لا أريد أن أكون كحمار الرحا.
قلت: وما به حمار الرحا؟
قال: هو يرحل من كون إلى كون.. فيعيش في الأوحال ويموت بين الأوحال.
قلت: وما تريد أنت؟
قال: أنا أفهم من كون الله أنه رموز ورسائل تحتها معان عميقة أرسلها الله إلينا لنتعرف عليه من خلالها.
***
كان الجواد يحادثنا بمثل هذه المعاني، وكان صاحبي جيمس مشدوها، وكأنه كان يحلق في فضاء لم تستطع مداركي حينذاك أن تستوعبه.
عندما وصل بنا الحديث إلى هذا الموضع، صاح جيمس: نعم.. كل ما ذكرته صحيح.. هذا ما كنت دائما أقوله لنفسي.. أنا وجميع الباحثين نفني أعمارنا ونحن نرى كل هذه الروعة والجمال، ثم لا نحدث أنفسنا بالبحث عن صاحبها، أو البحث عن التعرف عليه، والاتصال به.
[188] ذكرنا التفاصيل العلمية الكثيرة الدالة على هذا في رسالة (معجزات علمية) من هذه السلسلة.
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372