قال: أجل..
قلت: أعرفه.. ما به؟
قال: ما ذكر فيه؟
قلت: لقد ذكر فيه العناصر التي يتكون منها الكون على حسب ما وصل إليه الإنسان.
قال: هناك جدول آخر.. شغلت كل حياتي في البحث عنه.
قلت: ما هو؟
قال: الجدول الأسمائي..
قلت: ما تريد بذلك؟
قال: أرأيت لو أنك رأيت قصرا قد زين بجميع أنواع الزينة.. ووفرت فيه جميع أنواع الخدمات.. ثم رزقك الله مالا، فحدثتك نفسك بأن تتخذ مثله، فبمن يبدأ بحثك؟
قلت: لاشك أني أهتم كثيرا بالمصممين والحرفيين الذي تولوا بناء ذلك القصر.. فلا يمكن أن يبنى القصر من غير بنائين.
قال: بنائين فقط؟
قلت: لا.. أنا أحتاج إلى بنائين ومهندسين وكهربائيين.. وغيرهم كثير.
قال: أرأيت إن اجتمعوا في واحد.. وكان له فوق ذلك من الخبرة ما لا يضارعه فيه أحد؟
قلت: حينذاك سأطمئن على قصري اطمئنانا كليا.. بل أضمن أن يبنى بغاية التناسق والتكامل والجمال.
قال: لم؟
قلت: لأن الواحد الذي تجتمع لديه كل الخبرات تكون له كل القدرة على التنسيق بينها.
قال: فقد عرفت مرادي إذن من الجدول الأسمائي؟
قلت: لا.. فهمت المثال.. لكني لم أدرك تطبيقه على ما نحن فيه.