نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 280
ومفعولاته حقّ ؛ أي متحقّقة وكائنة بعلم الله وحكمته ؛ ولهذا كانت مشتملةً على الحكمة، وآيلة لها.
وقال تعالى في آية أخرى:P وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ O ( الأنعام: 73)؛ فالحق سابق لخلقها، ومقارن له، وغاية له ؛ ولهذا أتى بالباء الدالّة على هذا المعنى دون اللام المفيدة للغاية ليس غير ؛ والحقّ السّابق للخلق صدورها عن علم الله وحكمته ؛ ولهذا كانت كلّها حقًّا، أي متقنة، مطابقة للحكمة، لا نقص فيها ولا خلل.
ومثل ذلك قوله تعالى:P صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ O ( النّمل: 88)، وقوله:P الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ O ( السّجدة: 7)، وقوله:P مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ O ( الملك: 3)، فهذا الإحكام والإتقان هو الحقّ المقارن للمخلوقات ؛ ولهذا كانت أدلّة وبراهين على أصول الإيمان ؛ لتقود النّاس للحقّ الغائي؛ وهو معرفة الربّ وعبادته، وإنجاز وعد الله لمن أطاعه، وإنفاذ وعيده فيمن عصاه.
قال بعض الحاضرين: فما الأسماء المشيرة إلى هذه المعاني التي ذكرتها؟
قال مؤمن الطاق: كل أسماء الله تشير إلى ذلك.. كاسم الحميد، والرّشيد، والجميل.. فهذه الأسماء الثلاثة تدلّ على كمال ذات الربّ وصفاته ؛ وأنّ له من الأفعال أجملها، وأرشدها، وأحمدها، وهذا يحيل أن يكون في شيء من أفعال الله ـ تعالى ـ عبث أو سفه.
وكاسم الحقّ والحكيم ففيهما دلالة واضحة على نفي العبث في الخلق، واستحالته.
الضرر:
قالوا: وعينا هذا.. فحدثنا عن السابع.. حدثنا عن تنزه الله عن الضرر.
قال: الإضرار بالخلق يتنافى مع كمال الله وعظمته وجلاله..
قاطعه رجل من الحاضرين، وقال: كيف تقول هذا، ونحن نجد من أسماء الله الحسنى
نام کتاب : الباحثون عن الله رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 280