نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
المطلب الأول: حقيقة
البدعة عند الطرق الصوفية
بناء على ما
سبق إثباته من أن الطرق الصوفية انتهجت المنهج الصوفي بمدرستيه السلوكية
والعرفانية، فإن كلا المنهجين يفرضان عليها أن تأخذ بالمنهج المتساهل في مفهوم
البدعة وضوابطها.
فالتوجه العرفاني يجعل من الصوفي مرتبطا
بالمشرع مباشرة، ولهذا قد يأخذ منه من صيغ الأذكار ونحوها ما لا يوجد في كتب
الفقهاء، وقد كتب الشيخ أبو
طاهر المغربي التيجاني آل أبي القاسم في كتابه (إفحام الخصم
الملد بالدفاع عن الشيخ الممد) في رده على محمد تقي الدين الهلالي في مقال نشره في الشهاب يقول: (اعلم
أن الأذكار اللازمة لهذه الطريقة هي الوردان والوظيفة في كل يوم، وذكر لا إله إلاّ
الله بعد عصر يوم الجمعة، ولكلٍّ وقت معين على ما قرر في كتب الطريقة، وإنما
يُجتَمَعُ للوظيفة والهيللة، وقد صرح الشيخ التيجاني بأنه تلقى ذلك كله عن الرسول a، والذي قرره غير واحد من محققي أهل العلم
أن ما يقع للصوفية من الكشف، ومنه ما طريقه رؤيا الرسول a والاجتماع به، يؤخذ به إذا شهد له الشرع)[1]
وقد استدل لهذا بما قاله الشاطبي في الباب الرابع من الاعتصام، فقد ذكر أن
(الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلاّ أن تعرض على ما في أيدينا
من الأحكام الشرعية، فإن سوغتْها، عُمِل بمقتضاها، وإلاّ وجب تركها والإعراض عنها،
وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا . كما يحكى عن
الكتاني رحمه الله قال : رأيت النبي a في المنام فقلت : أدع الله أن لا يميت
قلبي، فقال : قل في كل يوم أربعين مرة (يا حيّ يا قيّوم، لا إله إلاّ أنت)، فهذا
كلام حسن لا إشكال في صحته، وكون الذكر يحيي
[1] الشيخ أبو طاهر المغربي التيجاني آل أبي القاسم، إفحام الخصم الملد بالدفاع عن الشيخ الممد، ص3.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54