نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 384
ولكن طور من
أطوارها وشأن من شؤونها ولا وجود له إلا وجودها، فإذاً
ليس في الوجود الحقيقي الذاتي إلا ذات مطلقة واحدة لا تعدد فيها إلا بتعدد
اعتباراتها، ولا تقييد فيها بوجه من الوجوه وهو
واجب الوجود فافهم. ليس في الإمكان أوسع من هذا البيان، وتوضيح الواضح مشكل، فالحق
بين يديك ظاهر فلا تشغل نفسك بأباطيل التسلسل فإنه تحتاج إلى أوهام ملء الأكوان)[1]
ثم ذكر أمثلة على ذلك تقترب كثيرا مما يضربه الصوفية
من الأمثلة، فقال: (تقريب لا تستبعد أن المعلول شأن من شؤون علته فإنك لست تغفل عن
كون البيت شأناً لأجزائها واعتباراً من اعتباراتها، والشجرة طور من أطوار الحبة
وشأن من شؤونها، والأمواج طور من أطوار البحر وشأن من شؤونه، وهكذا جميع الأمور..
والعجب للمتكلمين والحكماء المقلدين لما عجزوا عن الارتقاء إلى درجات الكمال كيف
اتخذوا العدم سلماً لتطلع الحقيقة، ويزعمون أن هذا تنزيه لحضرته، ولكن نحن نقول
فليس وجود إلا وجوده وليس وصف إلا وصفه فهو الموجود وغيره العدم.. قال الأمراء
الأولون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ما رأيت شيئاً إلا رأيت
الله قبله أو بعده أو فيه أو معه كل واحد من هذه الأقوال ينسب لواحد منهم ولا يقعن
في وهمك أن هذا قول بالحلول فالحلول إنما يكون بين وجودين أحدهما حال في الآخر
ونحن نقول
[1] الشيخ محمد عبده، رسالة الواردات في نظريات المتكلمين والصوفية في الفلسفة
الإلهية، مطبعة المنار، مصر، الطبعة الثانية، 1925، ص6، وانظر: ابن عليوة، الناصر المعروف في الرد على من أنكر التصوف، ص70.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 384