نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 383
عن أن يسع
المراتب الغير المتناهية التي يقتضيها حسبما لكل شيء في ذاته حصل الترتيب في التجيلات
فكما أن ذاته واحدة بالذات والكثرة إنما وقعت في عالم التجليات فما برز في الوجود
إلا ما كمن في العلم الذاتي، ولا فصل إلا ما أجمل فيه، فهو العالم بكل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة، فدقق النظر، وإياك أن
تحجبك الكثرة عن ذات الوحدة، فإن البحر لو علم
بذاته فليس يحتاج إلى علم آخر يعلم به أمواجه،
وهذا قد يوافق وجه قول من يقول أن العلم قديم ومتعلقه حادث، ولكن قد ضل سواء السبيل فوقع في تيه الأباطيل وأيضاً يقرب
مما يقال أن للأشياء وجوداً علمياً ووجوداً
شهودياً ومما يقال أن للشيء وجوداً بحسب ذاته ووجوداً في ذات العلة فتفطن وطبق إن
كنت من أهل النظر)[1]
وقال في
ثبوت الواجب بعد كلام: (فإذاً حدوث شيء من العدم الصرف
محال وهذا حكم بديهي قد نبهناك عليه فإذاً جميع ما صدق عليه اسم الممكن محتاج إلى
علة ليست تلك العلة مباينة له بالمرة، وتلك
العلة تنتهي إلى مرجع خارج عن ماهية الإمكان وهو الواجب الحقيقي الذي هو وجود
لذاته، وكل مقيد فهو محتاج إليه وهو منتهى
التقيدات ومرجعها {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } [هود: 123] مع كون المعلول ليس مبايناً لعلته كذلك هو ليس عين العلة،
[1] الشيخ محمد عبده، رسالة الواردات في نظريات المتكلمين والصوفية في الفلسفة
الإلهية، مطبعة المنار، مصر، الطبعة الثانية، 1925، ص5-6، وانظر: ابن عليوة، الناصر المعروف في الرد على من أنكر التصوف، ص69.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 383