وذكر الحافظ ابن عساكر طبقات الآخذين عن الأشعري والمنتسبين إليه. وهي خمس طبقات، وفي كل
طبقة يوجد الكثير ممن ينتسب إلى الصوفية:
فمن جملة من ذكر في الطبقة الأولى الآخذين عن أبي
الحسن الأشعري: أبو عبدالله محمد بن خفيف.. وفي الطبقة الثانية وهم من تلقى
الأشعرية عن أصحاب الأشعري: ذكر أبا علي الدقاق.. وفي الطبقة
الثالثة: ذكر أبا ذر الهروي.. وفي الطبقة الرابعة ذكر أبا القاسم
القشيري.. وفي الطبقة الخامسة: أبا حامد الغزالي[2].. وهؤلاء كلهم من الصوفية.
هذا في الطبقات الأولى من الأشاعرة، أما من بعدهم،
فقد كان لأكثرهم ميل للصوفية إن لم يكن صوفيا، ولهذا كان معظمهم من الذين ردوا على
ابن تيمية وعلى ابن عبد الوهاب من بعده ما أوردوه
مما يخالف الصوفية، ومن الأمثلة على هذا:
1) السبكي: الذي ألف كتابه: (شفاء السقام في زيارة
خير الأنام)، يرد به على ابن تيمية في مسألة شد الرحال.
2) ابن حجر الهيثمي: الذي ألف كتابه: (الجوهر المنظم
في زيارة النبي المعظم) يرد به على ابن تيمية كذلك.
3) الباجوري، وقد ذكر في آخر شرحه تحفة المريد على
جوهرة التوحيد