نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339
على ذلك.
ولهذا لا نعتب على الجمعية ولا على السلفية قبلها
وبعدها مواقفها السابقة، ولكنا نعتب عليها أنها اكتفت بتلك المواقف المبنية على
بعض النصوص التي اطلعت عليها، ولو أنها أكملت المسار وواصلت البحث لوجدت أشياء
أخرى قد تهدم جميع ما بنته من أحكام.
والعتب يشتد عندما نرى الجمعية تحكم بالكفر على الطرق
الصوفية بناء على هذا، وهي بذلك لا تكفر الطرق الصوفية الجزائرية فقط، بل تكفر
الطرق الصوفية في العالم أجمع، وفي كل الأزمنة، وهو ما يجعلها وهابية مكفرة
بامتياز.
ومواقف الصوفية في هذا المجال لا تعود إلى التناقض
الصوفي الذي قد يتصوره البعض، ولكنها تعود بالدرجة الأولى إلى عظمة المعرفة
الإلهية وعدم إمكانية الإحاطة بها، ولهذا تختلف العبارة والإشارة بحسب المرتبة
والحال مع أن الحقيقة واحدة في الجميع.
وبناء على هذا نحاول في هذا المحل أن نذكر تشعب
المعاني الصوفية، وكيف استطاعت أن توفق بينها جميعا، ولعل في هذا إجابة عن تهمة
الكفر التي اتهمت بها ولا تزال تتهم.
1 ــ عدم التعارض بين المعرفة الصوفية
والمعرفة الكلامية:
يذكر أكثر الصوفية أن عقائدهم لا تختلف عن عقائد
المسلمين، ولهذا نرى جميع الطرق الصوفية الجزائرية تدرس المتون الأشعرية كالجوهرة
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 339