ثم يستدل الشيخ لهذا بما ورد في
ديوان الشيخ ابن عليوة، فيقول: (ولقد كان في
ديوان الضلال كفاية للدلالة على باطن هذه الطائفة وسواء قصدها..) [2]
وليس ابن باديس وحده من وقف هذا
الموقف، بل أكثر كتاب الجمعية وقفوه، بل لعل ابن باديس كان أرحمهم، وأرقهم
عبارة، ومن شاء الاطلاع على ذلك، فيمكن أن يرجع إلى جرائد الجمعية ليرى كيف يتهم
كتاب عوام بسطاء الطرق الصوفية بهذه التهمة، ولا يجدون من ينشر لهم غير الجمعية
وصحفها[3].
ثالثا ــ موقف الطرق الصوفية
تعتبر المعارف الإلهية عند الصوفية أدق المعارف
وأرقها وأعمقها، ولذلك تختلف عباراتهم فيها اختلافا شديدا تتيح لكل من يشاء أن
يتحدث عنهم بوصف يجد له من المبررات ما يدل عليه، فمن شاء أن يرميهم بالحلول
والاتحاد وجد من عباراتهم ما يسعف عليه، ومن شاء أن يرميهم بوحدة الوجود، ولو في
أخطر ألوانها وجد كذلك ما يدله عليه، ومن شاء أن يبرئهم من كل ذلك، بل يجعلهم
أشاعرة أو ماتريديين أو حتى سلفيين وجد ما يدله
[1] (الشهاب) العدد (97) : الصادر بتاريخ الخميس 17 ذي القعدة 1345 ه / 20 ماي
1927 م
[2] (الشهاب) العدد (97) : الصادر بتاريخ الخميس 17 ذي القعدة 1345 ه / 20 ماي
1927 م
[3] انظر على سبيل المثال: الشريعة
النبوية المحمدية، العدد4، ص7.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 338