نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261
ومما نقله
عن الشيخ العلاوي في هذا
قوله: (إن بجانبي علما لو قلته لأزلتم هذا عن هذا)، وأشار برأسه عن جثته، وعلق على
هذا بقوله: (فدل هذا على أن في الزوايا خبايا)[1]
ونقل كذلك
وصيته المشهورة لكميل بن زياد بطولها، وقد قدم لها بقوله: (وفي وصابته لسيدنا كميل
بن زياد ما يلائم
أكثر المشار، ولنردها مع طولها لما فيها من الحكم التي لا يستغنى عنها)[2]
وهذه الوصية هي التي يقول فيها علي لكميل: (يا كُميل،
إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة؛ عالم
رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباعُ كل ناعق، مع كل ريح يميلون، لم
يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، فاحذر أن تكون منهم يا كميل.. العمل خير من المال، لأن
العلم يحرسك، وأنت محرس المال والمال تُنقصه النفقة، والعلم يزكوا على الإنفاق،
ومنفعة العلم باقية ومنفقعة المال تزول بزواله.. يا كميل: محبة العلم دين يدان به
يكسب الإنسان به الطاعة في حياته وميل الأحدوثة بعد وفاته، العلم حاكم والمال
محكوم عليه.. يا كميل: مات خزَّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر
أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة... آه لو وجدت لهذا العلم حملة لا أجد
إلا لقناً غير مأمون، يستعمل آلة الدين للدنيا، ويستظهر بنعم الله على عباده،
وبحججه