نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
الغزالي ذلك، فقال:
(لعلك تقول عظمت الأمر فيما سبق في فهم أسرار القرآن وما ينكشف لأرباب القلوب
الزكية من معانيه، فكيف يستحب ذلك، وقد قال a : (من فسر
القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)[1]، وعن هذا
شنع أهل العلم بظاهر التفسير على أهل التصوف من المقصرين المنسوبين إلى التصوف في
تأويل كلمات في القرآن على خلاف ما نقل عن ابن عباس وسائر
المفسرين وذهبوا إلى أنه كفر، فإن صح ما قاله أهل التفسير فما معنى فهم القرآن سوى
حفظ تفسيره وإن لم يصح ذلك فما معنى قوله a: (من فسر
القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار)[2]
وقد أجاب
الغزالي على هذا
الإشكال، فقال: (اعلم أن من زعم أن لا معنى للقرآن إلا ما ترجمه ظاهر التفسير فهو
مخبر عن حد نفسه وهو مصيب في الإخبار عن نفسه، ولكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافة
إلى درجته التي هي حده ومحطه، بل الأخبار والآثار تدل على أن في معاني القرآن
متسعا لأرباب الفهم)[3]
وقد ذكر بعض
هذه الآثار، ومنها قوله a : (إن
للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)[4]
[1] نص الحديث كما في (سنن
الترمذي (5/ 200): (من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)