نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251
جميعا، ولكنهم – مع ذلك- يعتبرون كل ذلك من الظاهر الذي لا يكفي وحده للاستفادة من
المصادر الأصلية.
ولذلك
يضيفون معان أخرى تتعلق بالنواحي الوجدانية والذوقية والعرفانية، وهذا كما ذكرنا
هو لب التصوف بمدارسه جميعا، فهو يجنح إلى الباطن والوجدان، ولا يعني ذلك كما
ذكرنا إنكار الباطن أو التهوين من شأنه.
ويمكن تقسيم
ما ذكروه في هذا الباب إلى قسمين:
1 ــ قسم
يرتبط بالآداب الباطنية التي ينبغي على قارئ القرآن الكريم أن يتحلى بها لتصل
المعاني القرآنية إلى أعماقه ووجدانه.
2 ــ وقسم
يرتبط بالمعاني التي يرون أنهم يلهمون أو يعلمهم الله إياها أثناء التلاوة، وهو ما
يسمى بالتفسير الإشاري أو الباطني على حسب أنواع الإلهامات.
وسنشرح كلا
الأمرين في هذا المطلب لأن فيه من القضايا ما يدخل في الخلاف بين المدرسة الصوفية
والمدرسة السلفية، وقد حصل بسببه اختلاف في عهد الجمعية بينها وبين الطرق الصوفية،
وخصوصا الطريقة العلاوية.
1 ــ أسس الآداب الباطنية للتلقي من
القرآن الكريم:
يعتبر
الصوفية الاقتصار على الآداب الظاهرية نحو القرآن الكريم من القصور الكبير في
التعامل معه، ذلك أن القرآن ليس ظاهرا فقط، بل هو ظاهر وباطن، وهو حروف وحقيقة،
والأدب مع الحروف لا يكفي للوصول إلى الحقيقة إلا إذا صحبه الأدب مع الحقيقة
نفسها.
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 251