نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
بالإضافة إلى المدرسة
المالكية نرى المدرسة الحنبلية، وخير من يمثلها في الموقف من البدع الشيخ ابن
تيمية الذي رد بشدة على من
يرى تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، يقول في ذلك (واعلم أن هذه القاعدة، وهي :
الاستدلال بكون الشيء بدعة على كراهته، قاعدة عامة عظيمة، وتمامها بالجواب عما
يعارضها، وذلك أن من الناس من يقول :البدع تنقسم إلى قسمين : حسنة وقبيحة..
والجواب : أما القول : إن شر الأمور محدثاتـها، وإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،
والتحذير من الأمور المحدثات: فهذا نص رسول الله a، فلا يَحِل لأحد أن
يدفع دلالته على ذم البدع، ومن نازع في دلالته فهو مراغم)[1]
الفريق الثاني: المتساهلون
ويرى هذا الفريق أنه
ليست كل البدع محرمة، وإنما تنطبق عليها الأحكام الشرعية الخمسة، وقد اشتهر بهذا
القول العز بن عبد السلام، كما اشتهر بالقول
الآخر الشاطبي، ولكن الحقيقة التاريخية
تبين أن المسألة قديمة، وأن تقسيم البدعة إلى مستحسن ومستهجن بدأ من السلف الأول،
بل من جيل الصحابة أنفسهم.
فقد روي أن عمر بن
الخطاب اعتبر صلاة التراويح
بدعة، ومع ذلك أقرها، بل أثنى عليها، ففي الحديث عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال : خرجت مع عمر
بن الخطاب ليلة في رمضان إلى
المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته
الرهط، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم
على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر:
(نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون) يريد آخر الليل، وكان
الناس يقومون أوله[2].