نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
مالك فقال له : ما هذا
الذي تفعل ؟ قال أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فقال له مالك : ألم أنهك ألا تحدث
عندنا ما لم يكن ؟ فقال : إنما نهيتني عن التثويب، فقال له مالك : لا تفعل، لا
تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه. فكف أيضا زمانا، ثم جعل يضرب الأبواب، فأرسل مالك
إليه فقال له : ما هذا الذي تفعل ؟ قال : أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر، فقال له
مالك : لا تفعل، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه)[1]
فهذا النص يبين شدة
الإمام مالك عن كل محدث حتى لو كان
معقول المعنى، ولهذا روى عنه ابن الماجشون قوله: (من ابتدع في
الإسلام بدعة يراها حسنة زعم أن محمداً a خان الرسالة، لأن الله
يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } [المائدة: 3] ، فما
لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً)[2]
وهو الذي كان يقول: (لن
يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم
دينا)[3]
ولهذا نرى أن لتبني
الجمعية لمذهب الإمام مالك تأثيره الكبير في
موقفها من الطرق الصوفية، ولهذا تستند إلى منهجه كثيرا في الرد عليها، وقد ورد في
بعض ردود ابن باديس على بعضهم: ( ثم يقول
(نحن مالكيون) ومن ينازع في هذا وما يقرئ علماء الجمعية الا فقه مالك وياليت الناس
كانوا مالكية حقيقة اذا لطرحوا كل بدعة وضلالة فقد كان مالك كثيرا ما ينشد :
[3] انظر : العلامة القاضي
أبو الفضل عياض اليحصبي، الشفا بتعريف حقوق المصطفى - مذيلا بالحاشية المسماة مزيل
الخفاء عن ألفاظ الشفاء، دار الفكر الطباعة والنشر والتوزيع، ج 2، ص 88.