نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205
والأخطر من هذا أن الشيخ أحمد حماني الذي أتيحت له فرص كثيرة بعد الاستقلال
ضيعها جميعا، ولم يجد شيئا ينكره إلا هذه العادات ليقتلعها من جذورها من غير أن
يضع أي بديل صالح لها، وكمثال على ذلك أنه طرح عليه في الإذاعة الوطنية هذا
السؤال: (عادة موروثة كانت منتشرة فينا ورثناها عن الأجداد وهي إقامة حفلات
الزردة، يتهيأ لها الناس...ويجتمعون بمكان ولي فينحرون البقر ويذبحون
الشياه...وتقام الاحتفالات بالحضرة والآلات والتهوال ويضرع للأولياء والصالحين
فيمدونهم بالبركات والخيرات ،اختفت هذه العادة أيام الثورة لكنها عادت بعد 1962
وكان الناس فيها قسمان مؤيد ومعارض) [1]
فأجاب عن هذا السؤال بنفس الحمية التي كان ينطق بها
الشيخ الإبراهيمي والتبسي والميلي، فذكر أن آخر زردة كانت
في قسنطينة سنة 1937 لأن إقامتها ليست من الإسلام في شيء لما فيها من مظاهر الشرك
ودعاء للأولياء والذبح لغير الله ،زيادة على أنها من مظاهر التخلف ووراءها
الاستعمار وقد اختفت هذه البدع بعد الاستقلال حتى عادت للظهور من جديد في
الثمانينيات، ووجه حماني لومه للمذيع والإذاعة الوطنية أنه لو
احترم نفسه كصحافي صادق لقدم لأمته الحقائق لتتمسك بها بما يفيدها وتهجر القبيح
الذي يضرها[2].
[1] أحمد حماني: الفتاوى ،الجزء 3،، ط 1، قصر الكتاب ،البليدة، 2001 ،ص 312.