ومن ذلك ما حدث به عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن
كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أي صاحبا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أهل بدر يُفعل هذا عندكم؟!... فقالا: اجلس
إن شئت فاستمع معنا وإن شئت فاذهب فإنه قد رخص لنا في اللهو عن العرس[2].. وغيرها من النصوص الكثيرة.
المطلب الثاني: الموالد
(الزردات)
من الأمور التي تكاد تكون مختصة بالطرق الصوفية، وإن
شاركها فيها غيرهم، الاحتفالات التي يقيمونها في مناسبات مختلفة، إما إحياء لذكرى
ميلاد شخص يعتقدون ولايته، أو وفاته، أو لأجل غرض من الأغراض المختلفة، والتي يطلق
عليها في المجتمع الجزائري اسم (زردة)[3]، ويطلق عليها كذلك اسم (الجموع)
و(الاحتفالات) و(الموالد) بحسب الطرق
[3] عرف الشيخ مبارك الميلي الزردة بقول: (وأما الزردة؛ فهي في لسان العرب: المرة من زرد
اللقمة- كفهم- زردا: بلعها، وازدردها: ابتلعها، وهي في عرفنا طعام يتخذ على ذبائح
من بهيمة الأنعام عند مزارات من يعتقد صلاحهم، ولها وقتان: أحدهما: في فصل الخريف
عند الاستعداد للحرث. والآخر: في فصل الربيع عند رجاء الغلة. والغرض منها التقرب
من ذلك الصالح كي يغيثهم بالأمطار تسهيلا للحرث أو حفظا للغلة، فهو عندهم كوزير
عند ملك يرشونه بالزردة ليقضي حاجتهم عند الله!! ما أجهلهم بمقام الألوهية!!
(انظر: رسالة الشرك ومظاهره (ص: 379)
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 192