ثم ذكر له العلة في إنكاره على الصوفية وعدم فهمه لسر
حركاتهم، فقال: (وبالطبع كلّ حبيب يرتعد عند ذكر حبيبه، وإنّي على علم من أن
الحجّة لا تقوم عندك بما ذكرناه، لأنّك لم تذق طعم المحبّة، ولو دبّت في مفاصلك
لاشتهيت أن تسمع ذكر الله ولو من كافر، ثمّ نقول كما قال سلطان العاشقين [2]:
ولي
ذكرها يحلو على كلّ صيغة
وإن مزجوه عذّالي بخصام
وحينئذ تعرف معنى الوجل، وتنظر هل تملك نفسك أم لا ؟)
ثم ذكر له ما قصه القرآن الكريم من شأن نسوة مصر،
فقال: (ألم يبلغك في كتاب الله خبر النسوة اللاتي قطعن أيديهن لمّا خرج عليهن يوسف
عليه السلام، {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا } [يوسف: 31] ، فإن كان مثل هذا يقع
بمشاهدة جمال مخلوق، فلم لا يقع ما يقرب منه عند مشاهدة جمال خالقه إذا ظهر بسلطان
كبريائه)[3]
ثم نبهه إلى خطورة تكفيره لأصحاب الطرق الصوفية،
ونتائج المترتبة على ذلك، فقال: (ألم تعلم أنّك إذا قلت بكفر مؤمن، فقد حكمت
بإباحة ماله ودمه وبخلوده في النـار ؟، ألم تعلم أنّ حرمة المؤمن عند الله أعظم من
حرمة