وهو من أشد
من وقف من هذه الظاهرة، ولعل أسبق من تحدث عنها، وألف فيها الرسائل والقصائد الشيخ
ابن القيم في
كثير من كتبه، وخاصه كتابه (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)، فمما جاء فيه قوله: (ومن
مكايد عدو الله –أي الشيطان- ومصايده، التى كاد بها من قلّ نصيبه
من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء،
والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذى يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على
الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن)[2]
ويصف ابن
القيم بدقة ما
يحصل في عصره في مجالس السماع، وهو يشبه كثيرا ما يحدث في كثير من مجالس الطرق
الصوفية، فيقول: (حتى إذا عمل السكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله،
واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخَزَ فى صدورهم وخزاً. وأزَّهم
إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا، فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص
وسُيَطْ الديار. فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام، ويا سوأتا من أشباه
الحمير والأنعام، وياشماتة أعداء الإسلام، بالذين
[2] محمد بن أبي
بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تحقيق : محمد حامد
الفقي، دار المعرفة – بيروت، الطبعة الثانية، 1395 – 1975، (1/ 224)
نام کتاب : جوانب الخلاف بین جمعیة العلماء والطرق الصوفیة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174