وقد قاس الشيخ ابن
عليوة هذا الحال
بحال الذاكر، وهو قياس قوي، فالجامع بينهما قوي جدا، قال ابن عليوة: (و هكذا
ذاكر الاسم، لا يقصد إلا تمكين أثر ذلك الاسم من نفسه)[2]
5 ــ أن لكل كلمة في
اللغة تأثيرها الخاص في النفس، فإذا كررها صاحبها أحدثت في نفسه تأثيرا خاصا، وهذه
حقيقة يقررها علم النفس الحديث، يقول ابن عليوة في شرح هذا
الوجه من الأدلة مخاطبا المخالف: (و أنت تعلم يا حضرة الأخ، من أن لكل اسم أثرا
يتعلق بنفس ذاكره، ولو من غير الأسماء الإلهية، حتى إن الإنسان إذا ردد على لسانه
ذكر الموت مثلا، فإنه يحس بأثر يتعلق بالنفس، من ذكر ذلك الاسم، بالخصوص إذا دام
عليه، ولا شك أن ذلك الأثر هو غير الأثر المستفاد من ذكر المال، أو العز، أو
السلطان، ولولا مراعاة ذلك الأثر، لما ورد في الحديث الشريف: (أكثروا من ذكر هادم
اللذات) [3] يعني الموت،
ولا شك أنها كلمة مفردة، وقد ورد أنها كانت وردا لبعض السلف)[4]
6 ــ أنه يمكن، وعن
طريق كلام النحويين، أن نثبت أن الاسم المفرد ليس
[1] ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص8.
[2] ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص8.