نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
(المائدة:117)،
والله يشهد وأولوا العلم يشهدون أن مالكا بريء من كل نابذ لسنة عمليا أو قومة
بدعوى التمذهب بمذهب مالك)[1]
وسنرى عند عرض تفاصيل الخلاف بين الجمعية أمثلة كثيرة
تدل على نبذها للتقليد، ولذلك فهي تتفق تماما مع هذه المدرسة في هذه الناحية.
3 ــ إعادة الاعتبار للمقاصد
الشرعية:
بعد رفض رواد المدرسة التنويرية للتقليد الحرفي
للمذاهب الفقهية دعوا إلى النظر المقاصدي لأحكام الشريعة بعيدا عن الحرفية التي
وقع فيها الفقهاء، وخاصة في عصور التقليد.
ولهذا نجد رشيد رضا يعتبر أن المراد بكلمة
(الفقه) - كما وردت في المصادر الأصلية - عبارة عن (مقاصد الشريعة وحكمها)،
وليست:(علم أحكام الفروع) المعروف، فالمعنى الأخير مستحدث مثلما يبن ذلك الغزالي والحكيم الترمذي والشاطبي وغيرهم، وعلى
ذلك كان رؤوس المسلمين في عصر النبي والخلافة الراشدة من أهل الفقه المقاصدي في
الغالب[2].
ولأجل هذا نجد اهتمام الشيخ محمد عبده وتلميذه بكتاب (الموافقات أصول الشريعة)
للشاطبي، فهما كثيراً ما كانا يوصيان به طلابهما، كما ينقل ذلك الشيخ عبد الله
دراز في مقدمة تحقيقه للكتاب.
بالإضافة
إلى أن رشيد رضا قام بنشر رسالة نجم الدين
الطوفي في رعاية المصلحة في
أحد أعداد مجلة (المنار)، وأيد ما جاء فيها من نظرية تقديم المصلحة على النص في
حال