نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
وللشافعية في فروع الفقه، لا سيما فيما يخالفون فيه الحنفية،
وهذا هو أصول الداء الذي يشكو من بعض أعراضه عند الكلام في مسائل الخلاف مع الغفلة
عن سببها. أما الإمام الغزالي فقد
تجرد عن التعصب للمذاهب كلها في نهايته، ووصف الدواء في بعض كتبه كالقسطاس
المستقيم، ولكنه لم يوفق إلى تأليف أمة تدعو إليه وتقوم به)[1]
ويستنتج من هذا ضرورة
الإصلاح لمواجهة التقليد، فيقول: ( إذا كان الرازي وشيخه
يقولان في علماء القرن السابع، والغزالي يقول في علماء القرن الخامس ما قالوا
فماذا نقول في أكثر علماء زماننا وهم يعترفون بما نعرفه من كونهم لا يشقون لأولئك
غبارا ؟ ألسنا الآن أحوج إلى الإصلاح منا إليه في تلك العصور التي اعترف هؤلاء
الأئمة بأن الظلمات فيها غشيت النور، حتى ضل بالاختلاف الجمهور ؟ بلى، وهو ما
نعاني فيه ما نعاني وإلى الله ترجع الأمور)[2]
وقد كان هذا هو نفس منهج
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والذي نص عليه ابن باديس بقوله: (إن الذي يسع
المعلمين ليس هو مذهبا بعينه وإنما هو الإسلام بجميع مذاهبه وقد كنا ولازلنا لا
نلتزم مذهب مالك في كل جزئية)[3]
ونرى
الشيخ التبسي رئيس لجنة الفتوى في
الجمعية يتحدث عن مقام الإمام مالك، ويعقب عليه بقوله: (لو
قدر لمالك أن يبعث حيا من قبره لقال في نسبة هذا الرهط إليه المخالفين لوصاياه
المعطلين لروح مذهبه ما قال عيسى صلوات الله وسلامه عليه في أولئك الذين كذبهم
بقوله: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ
عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)