نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
لكن ابن
باديس مع ذلك يخاطبه قائلا: (
لم ينصف فضيلته الشاطبي في الصورة التي صور بها
كلامه وفيما رواه به. وكل ذلك لأجل أن يتوصل إلى تهوين ارتكاب بدعة القراءة في
المواطن الثلاثة لأنها من المكروه الذي لا يعاقب على فعله)[1]
وانطلاقا من هذا راح الشيخ ابن باديس يلخص استدلالات الشاطبي، بل ويزيد عليها، وسنرى تفاصيل ذلك عند
الحديث عن مصادر الجمعية في موقفها من البدعة في الفصل الأول من الجزء الثالث من
هذه السلسلة.
النموذج الثاني: الشيخ
البشير الإبراهيمي والطريقة
العلاوية
وقف الشيخ البشير
الإبراهيمي مع الشيخ ابن باديس وأنكر الكثير مما
يتصوره من (بدع الجنائز)، ومن ذلك ما كتبه في جريدة البصائر تحت عنوان (إما سنّة
وإما بدعة)[2] يرد بها على مقال تحت
عنوان (المصلحون يحاربون لا إله إلا الله) نشرته جريدة (لسان الدين) التابعة
للطريقة العلاوية.
وقد خاطب العلاويين فيه
بطريقة لا تقل عن طريقة ابن باديس، بل إن الإبراهيمي اعتبر فيه المعركة مع
الطرقيين معركة سنة أو بدعة، يقول: (المسألة بيننا لا تتجاوز أحد أمرين: إما سنّة
نحن وهم سواء في امتثالها والإذعان لها،. أو بدعة نحن وهم سواء في تجنبها وقتلها.
هذا باعتبار الإسلام الجامع بيننا. أما إذا كان الطرف الآخر لا يدين بما ندين فما
كان لنا أن نأخذ من على غير ملتنا بما وجب علينا أخذ أنفسنا به.. الأمر- يا لله
لهذا الدين- بيننا وبين إخوان لنا في الدين والجنس والوطن. إخواننا فيها وإن كانوا
لا يراعونها ولا يراعون عهدها