نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 40
مستقل في العقائد؛ فإن أتباعه كانوا قبله
ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب
والاختيار، ويصدقون بالرؤية، ويثبتون الشفاعة، ويرضون عن جميع السلف، ولا يكفرون
بالكبيرة، ويثبتون الكرامة.. وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من
كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرجوع
بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير، وزيغهم المبين..
لم تكن هاته الغاية التي رمى إليها بالقريبة المنال ولا السهلة السبل، فإن البدع
والخرافات باضت وفرخت في العقول، وانتشرت في سائر الطوائف وجميع الطبقات على تعاقب
الأجيال في العصور الطوال؛ يشب عليها الصغير، ويشيب عليها الكبير، أقام لها إبليس
من جنده من الجن والإنس أعوانا وأنصارا، وحراسا كبارا من زنادقة منافقين،
ومعمَّمين جامدين محرفين، ومتصوفة جاهلين، وخطباء وضَّاعين.. فما كانت - وهذا
الرسوخ رسوخها، وهذه المنعة منعتها - لتقوى على فعلها طائفة واحدة كـ (الوهابيين)
في مدة قليلة، ولو أعدَّت ما شاءت من العدة، وارتكبت ما استطاعت من الشدة ) [1]
إلى أن قال : ( إن الغاية التي رمى إليها ابن عبد
الوهاب، وسعى إليها أتباعه، هي التي لا زال يسعى إليها الأئمة المجددون، والعلماء
المصلحون في جميع الأزمان )
فثناء ابن باديس على الوهابية بهذا،
خاصة في ظل الانتقادات الكثيرة التي كانت توجه لهم، جعل المنتصرون لهذه النسبة
يجعلون هذا من أدلة كونه من هذه المدرسة، خاصة