نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 39
الجزائر العاصمة الشيخ الطيب العقبي،
كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود استبدال الطلبة القائمين بها
بطلبة اعتنقوا الفكرة الوهابية)[1]
ومن الأدلة التي
ييستدلون بها كذلك بعض التصريحات من أعضاء الجمعية الكبار، ومنها خصوصا ما
كتبه الشيخ عبد الحميد بن باديس من مقالات يعرف فيها بالدعوة الوهابية
وبشيخها وقائدها الأول ابن عبد الوهاب، والتي كانت تحت عنوان ( من هم الوهابيون ؟
ما هي حكومتهم ؟ ما هي غايتهم
السياسية ؟ ما هو مذهبهم ؟ )[2]، والتي كتبها في وقت
اشتدت فيه الهجمة من طرف العلماء، وخصوصا علماء الطرق الصوفية ضدها.
فقد أرجع هجمتهم عليها
إلى أسباب سياسية، وهي بالتالي تفتقر إلى المصداقية العلمية، يقول في ذلك: ( وصار
من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت
تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة وأقلهم
من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في
الغالب من الخطأ والتحريف.. وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك، أم
كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين؟)[3]
لكنه في موضع آخر يشرح مذهبها مصورا له بنفس صورة
المنهج الذي تبنته جمعية العلماء، وكأنه يريد من خلال ذلك أن يقرب هذه الحركة
للمجتمع الجزائري الذي كان شديد النفور عنها بحكم مصادمتها للإسلام التقليدي الذي
ألفه، فهو يقول مثلا: ( قام
الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ
: (الوهابيين) لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه
ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يدع إلى
مذهب
[1] جريدة البصائر، العدد
31، 19 جمادى الأولى 135 هـ / 7 أوت 1936 م، ص 4.
[2] نشرها في جريدة النجاح
(الأعداد 179 و180 و181، أكتوبر / نوفمبر 1924 م)، انظر: "آثاره ( 5 / 23 – 24)