نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350
المطلب الثالث: تهمة
مخالفة جماهير العلماء
وهي من التهم
الكبرى التي تخفي خلفها الكثير من ألوان التهم الفرعية، وقد ذكر الإبراهيمي اتهام
الطرق له وللجمعية بهذه التهمة، فقال: (إن الجزء الأخير من كلامك مقتبس مما يشنع
به علينا خصوم الإصلاح، وهو أننا ننبش القبور ولا نحترم الأموات، وننكر كرامات
الأولياء ومراتبهم (من غوثية وقطبانية) إلى أكاذيب يلفقونها وأراجيف يتناقلونها
عنّا)[1]
وهو يقرر أن
ما يذكره رجال الطرق الصوفية من الخلاف في ذلك، وأن من العلماء الكبار من يؤديهم
فيه صحيح، ولكن الحق أحق أن يتبع، وأن (حجة الإسلام قائمة، وميزانه منصوب، وآدابه
متمثلة في سيرة الصحابة والتابعين، واننا لا نعرف في الإسلام بعد قرونه الثلاثة
الفاضلة ميزة لقديم على محدث، ولا لميت على حي، وإنما هو الهدى أو الضلال،
والاتباع أو الابتداع، وليست التركة التي ورثناها الإسلام عبارة عن أسماء تطفو
بالشهرة وترسب بالخمول ويقتتل الناس حولها كالأعلام، أو يفتنون بها كالأصنام.
وإنما ورثنا الحكمة الأبدية والأعمال الناشئة عن الإرادة، والعلم المبني على
الدليل)[2]
بناء على هذا الإقرار على مصداقية هذه التهمة يذكر
الصوفية مخالفة الجمعية لما عليه جماهير العلماء قديما وحديثا، يقول الشيخ ابن
عليوة: (أما جمهور الأمة وأكابر الملة فجميعهم مطبقون على أن
التصوف هو زبدة الدين