نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243
منتهى
التدهور والسقوط، ولم يكن الواقع الديني بمنأى عن ذلك، وقد رسم عمر راسم صورة ذلك الواقع المزري
فقال::( كيف يكون المسلم مسلما في بلد خلت مساجده من الراكعين الساجدين، وامتلأت
شوارعه من اللصوص والفجار والسكيرين؟)[1]
ولذلك فقد رأت الطريقة العلاوية أن الإصلاح الديني لا
يتم إلا بإعادة التدين للجماهير التي سلب منها دينها، فوقعت في الانحراف وبعده في
الاستعباد.
والتدين – حسب تصور الطريقة
العلاوية- لا يعود إلا بإحياء شعائره جميعا، ولا تحيا الشعائر إلا بإظهارها
والإعلان بها وملأ المساجد بجميع أنواع الممارسات التعبدية من القرآن والذكر
وغيرها، ليجد المنحرف فيها بعد ذلك ضالته الروحية التي تحميه من الانحراف، يذكر
هذا ابن عليوة بأسلوبه الخاص الذي
يمتزج فيه العتاب بالنصح، فيقول: (المؤذن في بعض المساجد بين الأساطين
تحت السقف يسرد جمل الآذان شبه الإقامة تبركا، وكأني بحال الإمام من خلفه يقول له:
(اذكر ربك في نفسك فإنك لا تدعو غائبا ولا أصم!!!)...فيا للفضيحة! أيبلغ بنا معشر
الجزائريين التهاون إلى أن نصير لا نستطيع إظهار شعائر ديننا مع أننا مسلمون في
بلاد إسلامية وفي حال أن حكومة البلد نفسها تسعى بجهدها في تأسيس مسجد من أعظم
المساجد في (باريس) كل ذلك ركونا منها إلى الدين الإسلامي، واستجلابا لعواطف
المسلمين)[2]
ولم يكن الاهتمام بهذا
قاصرا على المقالات أو بعض الممارسات، وإنما كان يشكل نشاطا مهما لمريدي الطريقة
العلاوية، فهم في أثناء سياحاتهم – التي هي جزء من سلوكهم
[1] محمد ناصر: المقالة
الصحفية الجزائرية، نشأتها، تطورها، أعلامها ( 1903- 1931 )، ج 1، ص 79.
[2] (مسلمو الجزائر وحالتهم
الدينية)، لسان الدين، ع: 8، الجزائر: 20 فيفري 1923، وقد اهتمت صحيفة لسان الدين
بظاهرة عزوف المسلمين عن عمارة المساجد وإقامة الصلاة بإتقان، مع عمارة الأوقات
فيها بقراءة القرآن، انظر مثلا: غيور: (نظرة تقتضي الأسف)، لسان الدين، ع: 9،
الجزائر: 27 فيفري 1923.، نقلا عن: غزالة بوغانم، الطريقة العلاوية في الجزائر ومكانتها الدينية والاجتماعية 1934 – 1909، ص225.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243