وخشية أن يساء الفهم من هذه النصوص نذكر أن هذا
الكلام الذي يقال عادة في التقية قد قال مثله كبار رجال الجمعية، وقد سبق ذكر
أمثلة عنه.
ولكن المغرضين للأسف يأخذون هذه المقولات، ثم يرمون
بها الصوفية بحجة أنهم صنيعة المستعمر، فإذا ما ووجهوا بمثلها أو بما هو أشد منها
من مقولات الجمعية تجده يعتذر لها، ويبررها، ونرى هذا من ازدواجية المكاييل التي
تتنافى مع الموضوعية العلمية.
انطلاقا من هذا ركزت الطرق الصوفية على برنامج
للإصلاح الديني يصحح الوضع في الجزائر، بل يطمح إلى غيرها من البلاد كما سنرى.
ويركز هذا البرنامج على نشر القيم الروحية في أوساط
العامة والخاصة، بل والتبشير بها في العالم أجمع، لعدم اعتراف رجال الطرق الصوفية
بالحدود الجغرافية، وما ينبني عليها من قومية ووطنية، ويمكن تقسيم القيم الروحية
التي دعت إليها إلى قسمين:
قسم خاص بالعامةالمقصرين في أمور
دينهم، وهو دعوتهم إلى ممارسة الشعائر التعبدية الأساسية التي لا يستقيم الدين
من دونها.
وقسم خاص بالخاصة، وهوالسير بهم
عبر السلوك الصوفي إلى مراتب الكمال بحسب المنهج الصوفي، ولهؤلاء سلوكهم الخاص من
الأوراد والخلوة وغيرها كما رأينا ذلك في المبحث السابق.
وسنتحدث عن منهج الطريقة العلاوية في تحقيق هذين
الهدفين في العنوانين التاليين:
1 ـ الاهتمام بالشعائر التعبدية:
كما رأينا في الباب
الأول من هذه الرسالة، فقد كان الواقع الجزائري بكل عناصره في