نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
حضرة
الشيخ....... وبمناسبة ما دار بيننا من الحديث، في تلك السويعات التي رأيتكم فيها
موغر الصدر على إخوانكم العلاويين، حسبما لاح لي في ذلك الحين، لا لذنب ارتكبوه
سوى أنهم مولعون بإجراء الاسم المفرد على ألسنتهم، وهو قولهم: (الله). فظهر لكم أن
ذلك مما يستحق عليه العتاب، أو نقول العقاب، لأنكم قلتم إنهم يلهجون بذكر ذلك
الاسم بمناسبة أو غير مناسبة، سواء عليهم في الأزقة، أو غيرها من الأماكن التي لا
تليق للذكر، حتى أن أحدهم إذا طرق الباب يقول: (الله)، وإذا ناداه إنسان يقول:
(الله)، وإذا قام يقول: (الله)، وإذا جلس يقول: (الله)، إلى غير ذلك مما جرى به
الحديث)[1]
وسنرى في الجزء الثالث
من هذه السلسلة إجابات الشيخ والصوفية على هذا الإنكار، ومثله ما كانت تشيع به
الجنائر من الذكر، والذي كان محل إنكار شديد من الجمعية وخصوصا الشيخ البشير
الإبراهيمي، كما رأينا
ذلك في الفصل السابق.
ثالثا ــ ممارسات السلوك الصوفي:
بعد التعرف على شروط السلوك الصوفي، نتحدث هنا عن
الممارسات التي تختلف على أساسها الطرق الصوفية، وننبه هنا كما نبهنا سابقا إلى
أنا سنذكر التفاصيل المرتبطة بالأدلة في محلها من الجزء الثالث من هذه السلسلة.
1 ــ الورد
الصوفي:
تعتبر الأوراد
الصوفية ركنا من أركان كل طريقة، تتميز بها، وتربي المريدين من خلالها، وهي أذكار
محددة بصيغة خاصة وبأعداد خاصة، ويضم إليها بعض الصلوات، والسور، والمناجاة،
ونحوها، وهم يعلقون سلوك السالك على مقدار التزامه بها، كما قال القاشاني: (من ازدادت وظائفه ازدادت من الله
لطائفه، ومن لا ورد له بظاهره فلا ورد له في باطنه، ومن
[1] ابن عليوة، القول المعتمد في مشروعية الذكر بالاسم المفرد، ص6.
نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194