نام کتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193
وقد علق
عليها ابن عجيبة بقوله:
(الذكر ركن قوي في طريق القوم، وهو أفضل الأعمال.. ولا مدخل على الله إلا من باب
الذكر، فالواجب على العبد أن يستغرق فيه أوقاته، ويبذل فيه جهده، فإن الذكر منشور
الولاية، ولا بد منه في البداية والنهاية، فمن أعطي الذكر فقد أعطي المنشور، ومن
ترك الذكر فقد عزل) [1]
2 ــ وهم يعتبرون الذكر
أشمل من أن ينحصر في الألفاظ التي يرددونها، ويكثرون من تردادها، يقول ابن
عطاء الله السكندري، وهو قطب
من أقطاب الشاذلية، بل هو
مرجع لأكثر الصوفية المتأخرين: ( الذكر هو ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان،
وسواء في ذلك ذكر الله أو صفة من صفاته، أو حكم من أحكامه، أو فعل من أفعاله، أو
استدلال على شيء من ذلك، أو دعاء، أو ذكر رسله، أو أنبيائه، أو أوليائه، أو من
انتسب إليه، أو تقرب إليه بوجه من الوجوه، أو سبب من الأسباب، أو فعل من الأفعال :
بنحو قراءة أو ذكر، أو شعر أو غناء، أو محاضرة أو حكاية)[2]
3 ــ وهم يربطون بين
عاداتهم والذكر، فيوقظون النائم بالذكر، ويدخلون البيوت بالذكر، وقد كان ذلك محل
من الإنكار من الجمعية والاتجاه السلفي، وقد رد الشيخ ابن عليوة على هذا
الإنكار في رسالته في مشروعية ذكر الاسم المفرد: (الله) والتي نشرها على صفحات
(البلاغ الجزائري)[3]، ثم طبعت
بعنوان (القول المعتمد في مشروعية الذكر بالإسم المفرد)، ومما وصف
به الواقع الصوفي في ذلك الحين، والذي صار محل إنكار بعد مجيء الإصلاحيين قوله:
(أيها الأخ المحترم، فقد كنتُ تشرفتُ بزيارتكم صحبة صديق الجميع