نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74
والثاني أننا سنقتصر من التأريخ لهذه الطرق بما يرتبط بتلك الفترة إلا إذا دعت الحاجة إلى الرجوع للأحداث السابقة أو التالية.
وقبل أن نبحث في تاريخ هذه الطرق في تلك الفترة نحب أن ننبه هنا إلى أمرين:
الأول: أنه من الصعب ضبط العلاقة بين أي طريقة صوفية وأي دولة من الدول، ذلك أن الطرق الصوفية لا تعترف بالحدود الجغرافية، فلهذا، قد نجد بعض مشايخ الطرق من خارج الجزائر، بينما لهم تواجد فاعل في الجزائر، ويتدخلون بمواقفهم أو آرائهم فيما يحصل فيها من أحداث[97]، ولهذا سنستند عند الحديث عن المناقشات الفكرية بين الجمعية والطرق الصوفية إلى مشايخ من خارج الجزائر، باعتبار أن امتدادهم الروحي والفكري يسري إلى الطرق الموجودة في الجزائر[98].
ولعل نفس الأمر يقال بالنسبة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فقد تبنت هي أيضا
[97] وكمثال على ذلك الشيخ عبد الحي الكتاني المغربي، فقد كانت له صلات كبيرة بالطرق الصوفية الجزائرية إلى درجة أن جمعية العلماء شنت حملة شديدة عليه، وكان على رأسها البشير الإبراهيمي في مقال مطول له بعنوان (أفي كل حي... عبد الحي)، وقد كتبه بمناسبة مؤتمر الزوايا، الذي قاده الشيخ عبد الحي الكتاني. (انظر: آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 391)
[98] وفي هذا يقول الباحث عبد القادر خليفي: (الطرق الصوفية ظاهرة إسلامية لا تعترف بالحدود السياسية بين الدول والشعوب ولا بالقوميات والإثنيات، وهي أوسع مجالا من الوطنية الضيقة، بل هي أفسح ميدان يعبر فيه المريد عن شجونه ويتحرر بها من خصوصياته الضيقة في سبيل خصوصيات جماعية هادفة، إذ من أهدافها الجمع لا الفرقة والألفة لا التشرذم، والطرق الصوفية هي إحدى عوامل التوحد بين الشعوب المغاربية التي لن تتأثر بالمسارات السياسية والتغيرات الآنية) انظر: عبد القادر خليفي : الشيخية والقادرية بين الجنوب الغربي الجزائري وشرقي المغرب، الملتقى الدولي الحادي عشر (التصوف في الإسلام والتحديات المعاصرة)، جامعة أدرار، أيام 09/10/11 نوفمبر 2008، ص 533.
نام کتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 74